الدليل الأول : حينما ضرب محمد أحد أبناء عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) قبطياً ( مصرياً ) , شكاة الأخير إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) الذي استدعي الشاكي والمشكو في حقه ووالي مصر عمرو بن العاص ( رضي الله عنه ) وحينما تأكد من صحة الشكوى , أعطي عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) الدرة إلي القبطي الشاكى ليضرب ابن حاكم مصر ويقتص منه , وبعد أ،ن أخذ حقه أمره عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه )
أن يمسح بالدرة على رأس والى مصر , وحينما اعترض القبطى قائلا لقد أخذت حقى ممن ضربني يا أمير المؤمنين , قال له عمر ( رضي الله عنه ) امسح بها علي رأسه لأنه ما ضربك إلا بسلطان أبية
الدليل الثانى :
الذي يعكس العدل الذي أنعم به الاقباط في ظل الحكم الإسلامي :
قبطي ( مصري مسلم ) يتهمه حاكم مصر - عمرو بن العاص - ( رضي الله عنه ) بالنفاق , القبطي يشاكية ألي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يوجه خطابا إلي والي مصر : من عمر بن الخطاب
إلي العاصى بن العاص ,إذا ثبت إدعاء القبطي فأجلس ليضربك أربعين وقيل تسعين , وثبت الإدعاء وجلس عمرو بن العاص ليقتص منه القبطى الذي قال : يا عمرو من يمنعك منى الآن ؟فرد علية : لا أحد , امضى لما امرك به أمير المؤمنين اقتص لنفسك , فقال له القبطي : أشهد الله يا عمرو أني قد عفوت عنك ابتغاء مرضاة الله
إنها نقلة كبيرة في حياة الشعب المصري الذي كان يعاني المهانه والاستذلال والظلم في عهد الاحتلال الروماني ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه أو عرضه , بل ولا يستطيع أن يقاضى من ظلمة , فلما أكرمهم الله بالإسلام , وأعزهم بهذا الدين أصبحوا لا يطيقون الظلم ويسعون لدفعه لأنهم عاشوا في ظل الحكم الإسلامي الذي علمهم عدمن جواز السكوت علي الظلم ووجوب دفعه لقول النبي صلي الله علية وسلم " لو أخذوا علي أيديهم لنجوا ونجوا جميعا "
من كتاب الفتح الإسلامي لمصر صـ 57
تأليف الدكتور جمال عبد الهادي
__________________