السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم شغل المسلمون بحروب الردة. وفي معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيراً. فما أن هدأت نار الفتنة حتي فزع عمر بن الخطاب إلي الخليفة أبو بكرالصديق راغباً في أن يجمع القرآن قبل أن يدرك الموت والشهادة بقية القراء والحفاظ..
واستخار الخليفة ربه. وشاور صحبه ثم دعا زيد بن ثابت وقال له:
"إنك شاب عاقل لا نتهمك"..
وأمره أن يبدأ جمع القرآن مستعيناً بذوي الخبرة.. ونهض زيد رضي الله عنه بالمهمة وأبلي بلاء عظيماً فيها. يقابل ويعارض ويتحري حتي جمع القرآن مرتباً منسقاً..
وفي خلافة عثمان بن عفان كان الإسلام يستقبل كل يوم أناساً جدداً عليه. مما أصبح جلياً ما يمكن أن يفضي إليه تعدد المصاحف من خطر حين بدأت الألسنة تختلف علي القرآن حتي بين الصحابة الأقدمين والأولين.
فقرر عثمان والصحابة وعلي رأسهم حذيفة بن اليمان ضرورة توحيد المصحف.
فقال عثمان: من أكتب الناس؟".. واستنجدوا بزيد بن ثابت. فجمع زيد أصحابه وأعوانه وجاءوا بالمصاحف من بيت حفصة بنت عمر رضي الله عنها وباشروا مهمتهم الجليلة. وكانوا دوماً يجعلون كلمة زيد هي الحجة والفيصل.